المحاضرة الرابعة : الوسائل التعليمية كأدوات للاتصال

الوحدة الرابعة

الوسائل التعليمية كأدوات اتصال

 

الوسائل التعليمية هي بمثابة أدوات تعين الطالب على اكتساب الخبرات والمهارات والمفاهيم وإدراك الحقائق والمعلومات وتوضيحها بحيث تثير حواس المتعلم وتساهم في إكسابه الخبرات اللازمة وتبسيط الرسالة التعليمية وتقديمها بصورة مشوقة.

 فالوسائل التعليمية تركيب يضم كل من المادة التعليمية أي المحتوى والأداة أو الجهاز أي الإطار الذي يتم عرض هذا المحتوى من خلاله وأن طريقة التعامل التي يتم بموجبها مزج المحتوى بالإطار تتضمن عمليات التصميم والإنتاج والاستخدام.

علاقة الوسائل التعليمية بتكنولوجيا التعليم:

هناك حقيقة تربوية تقول : الوسائل التعليمية هي مرحلة من مراحل تطور تكنولوجيا التعليم.

1-    بدأت تسمية الوسائل التعليمية بتكنولوجيا التعليم ونمت واتسعت .

2- لأن تكنولوجيا التعليم هي منظومة عمليات لتصميم نشاط التعليم وتطويره وتنفيذه وتقويمه في ضوء أهداف محددة تقوم على نتائج البحوث في شتى مجالات المعرفة.

3- مفهوم تكنولوجيا التعليم أوسع بكثير من مفهوم الوسائل التعليمية الذي يعني في أوسع معانيه المواد والآلات غير البشرية أو الآلية التي من شأنها أن تستخدم في تطوير التعليم وتحسين فاعليته.

وتكنولوجيا التعليم هي تنظيم متكامل يضم الإنسان والآلة والأفكار والآراء وأساليب العمل والإدارة بحيث تعمل جميعًا داخل إطار واحد .

إذن الآلة أو التجهيزات هي جزء من مفهوم تكنولوجيا التعليم الواسع.

لماذا خلط البعض بين مفهوم تكنولوجيا التعليم وبين مفهوم الوسائل التعليمية؟

       هذا الخلط أتى كنتيجة اعتقاد خاطئ بأن كلمة تكنولوجيا هي رديف للأجهزة ووسائل التعليم تركز على استخدام الأجهزة في التعليم.

إذن مصطلح التكنولوجيا في التعليم هو الذي يعني استخدام الأجهزة في التعليم.

مفهوم تكنولوجيا التعليم أوسع بكثير من مجرد استخدام الآلات والأجهزة في التعليم.

بينما ينحصر مجال الوسائل التعليمية في التدريس …….. يتسع مجال تكنولوجيا التعليم ليشمل تطوير كامل العملية التعليمية بمختلف جوانبها حيث تشمل الهيكل التعليمي كله بما في ذلك المباني والأثاث والإدارة بالإضافة إلى المناهج الدراسية ومتطلبات الوسائل التعليمية عاجز عن القيام بكل هذه المتطلبات.

تصنيف الوسائل التعليمية وقنوات التعليم:

مفهوم الوسائل يقوم على المواد والأجهزة والمواقف التعليمية .

المواقف التعليمية تختلف باختلاف مجموعة من المتغيرات والمواقف ، لذلك من الصعوبة اعتماد تصنيف معين لوسائل الاتصال التربوي .

ما هي تصنيفات الوسائل التعليمية؟

يمكن أن يتم تصنيف الوسائل التعليمية بناء على :

1-    الحواس المشتركة (سمعية ، بصرية ، سمعبصرية ، تذوق ، شم ، تفاعلية..)

2-    الفئة المستهدفة.( مستويات دنيا ، مستويات عليا …)

3-    طبيعة الخبرة.( مباشرة ، بديلة، معدلة)

4-    الكلفة .(مرتفعة ، منخفضة)

أول التصنيفات التي بدأت بها الوسائل التعليمية هي تلك التصنيفات التي تعتمد على الحواس.

حيث تم تصنيف الوسائل إلى وسائل بصرية ، وسائل سمعية ، وسائل سمعية بصرية ، وسائل متفاعلة.

إذن هذا التصنيف اعتمد على الحواس التي تخاطبها .

تصنيف آخر حول الفئة المستهدفة أو حجم المتعلمين.

فهناك وسائل للتعليم الفردي أفضل الأمثلة عليها الحاسوب.

ووسائل التعليم الجمعي أفضل الأمثلة الشفافيات ، ووسائل التعلم الجماهيري مثل الإذاعة والتلفاز.

تصنيف الوسائل التعليمية حول طبيعة الخبرة:

أدجار ديل أحد خبراء الوسائل التعليمية رتب الوسائل على أساس الخبرات التي تهيؤها كل واحدة من هذه الوسائل.

حيث يمثل أقرب هذه الوسائل إلى رأس المخروط الخبرات المجردة كالرموز اللفظية والبصرية أما قاعدة المخروط فتمثل الخبرات الحسية الهادفة والملموسة والواقعية.

كما رتب الوسائل بحسب قرب الخبرات التي ستهيؤها من التجريد إلى الواقعية.

مفترضًا أن أكثر الوسائل قدرة على إكساب المتعلم الخبرات تلك التي تقع في أسفل المخروط تلك التي تقع في أسفل المخروط في حين تقل قدرة هذه الوسائل على إكساب الخبرات كلما ارتفعت إلى رأس المخروط.

 

تصنيف الوسائل حسب الكلفة:

       من بين التربويين من اعتمد الكلفة المادية كأساس في تصنيف الوسائل التعليمية مشيرًا إلى أن الوسائل المبرمجة آليًا كالبرمجيات التعليمية المحوسبة وأشرطة الفيديو التعليمية والبرامج المتلفزة أكثر كلفة من لوحات الحائط والعينات أو حتى النشرات والصور المطبوعة ولعل اعتماد مثل هذا المعيار يخضع لمبدأ النسبة ونظرية العرض والطلب وطبيعة وحداته والتطور التكنولوجي للوسائل.

تصنيف الوسائل التعليمية حسب مدى توافرها:

يمكن تصنيف الوسائل التعليمية حسب معيار مدى التوافر عند تصميم المواقف التعليمية في ضوء تكنولوجيا التعليم ، حيث يتم اختيار التقنية المناسبة واخضاعها لمعيار التوافر ، فان توفرت تم اعتمادها وان لم تتوفر يتم اختيار بديلا عنها.

تصنيف الوسائل التعليمية حسب سهولة الاستعمال وصعوبته:

هناك عامل آخر يتبع التكلفة ومدى التوافر وهو موضوع التدرب على استخدام الوسائل التعليمية التي يحتاج معها إعداد خاص للمدرسين.

فالوسائل المبرمجة آليا كالبرمجيات التعليمية المحوسبة وأشرطة الفيديو والفيلم السينمائي التعليمي يحتاج بالضرورة تدريب خاص على كيفية التعامل مع أجزائها بينما تقل الحاجة عند استخدام لوحات الحائط أو النشرات وغيرها.

دونكان أجمل تلك المعايير في تصنيفه ، حيث نجده صنف الوسائل التعليمية على عدة معايير هي ارتفاع تكاليف الحصول على الوسائل مقابل انخفاض هذه التكاليف وصعوبة توافر الوسائل التعليمية مقابل سهولته وعمومية وخصوصية استعمالها وسهولة وصعوبة استعمالها.

الوسائل التعليمية الآلية وغير الآلية والعروض:

وهناك تصنيف للوسائل التعليمية باعتبارها آلية وغير آلية ووسائل العروض:

هذا التصنيف أو الشيوع دفع بعض العاملين في المجال إلى ربط الآلة بمصطلح التكنولوجيا فبرز مصطلح التكنولوجيا في التعليم وهو استخدام الأجهزة والبرمجيات في عمليتي التعليم والتعلم.

الوسائل الالية مثل : الحاسوب ، جهاز العرض الرأسي ،،،

الوسائل غير الالية مثل : الخرائط ، الرسومات ، النصوص…

وسائل العروض مثل : المحاكاة ، التمثيل ، تقمص الشخصيات ، لعب الأدوار..

أساسيات في استخدام الوسائل التعليمية :

1. الموقف الاتصالي التربوي هو محور التفاعل بين كل من المعلم والمتعلم فإذا ما أحسن استخدامها انتجت موقفًا ناجحًا .

1. الوسيلة هي جزء لا يتجزأ من موقف اتصالي متكامل.

 الوسيلة التعليمية تُسخر في تيسير التعليم.

إذن لمن تُستخدم الوسيلة التعليمية وما هي خصائص الطلبة المستهدفين باستخدامها؟

ثم هل ستستخدم الوسيلة في المدرسة أم في البيت ، وإذا كان في المدرسة ففي أي مكان ؟

هل ستستخدم قبل الشرح أم بعد الشرح ، أم أثناء الشرح؟

ثم ما أهم الاستراتيجيات التي ينبغي للمستخدم أن يتعلمها في أثناء تعامله مع الوسيلة؟

ما الخطوات التي ينبغي للمدرس أن يقوم بها في أثناء استخدامه للوسيلة؟

بعد ذلك ما الأسباب الداعية لاستخدام هذه الوسائل؟

ليست هناك إجابة محددة وجاهزة عن هذه التساؤلات حيث تنطبق على جميع أنواع الوسائل التعليمية في جميع الظروف أو المواقف.

ماذا تعني العبارة الآتية ؟

هناك خصائص محددة لوسيلة معينة ، تناسب طلبة معينين بيد معلم في موقف محدد؟

إذن موضوع التفاعل بين الوسيلة والموضوع والمتعلم والمعلم والموقف الاتصالي هو لب موضوع ما ينبغي ملاحظته في أثناء استخدام الوسيلة التعليمية.

وجميع هذه الأمور أصبحت تدخل ضمن علم ظهر حديثًا وهو علم تصميم التدريس؟

فما تصميم التدريس وما علاقته بوسائل الاتصال التربوي؟

تصميم التدريس : هو ذلك العلم الذي يسعى إلى وضع خطة لاستخدام عناصر بيئة المتعلم والعلاقة المترابطة بينها بحيث تدفعه إلى الاستجابة في مواقف معينة تحت ظروف معينة من أجل إكسابه خبرات محددة وإحداث تغييرات في سلوكه وأدائه تحقق الأهداف المقصودة.

تصميم التعليم يؤكد على وصف إجراءات تتعلق باختيار المادة التعليمية المراد تصميمها وتطويرها من أجل تصميم مواد تعليمية تساعد المتعلم في التعلم بطريقة أفضل وأسرع وتساعد المعلم في اتباع أفضل الطرائق التعليمية في أقل وقت وجهد ممكنين.

مزايا استخدام نظام تصميم التدريس :-

هناك العديد من المزايا لهذا النظام وفيما يأتي عرض لبعضها :

1-   تشجيع الوقوف إلي جانب الطلبة وتأييدهم : لأن الطالب يعد إلي حد كبير محور العملية التدريسية لذا يبذل المصممون جهداً كبيراً خلال البدء بالتصميم لمعرفة حاجات الطلبة. ويجب أن تأخذ المعلومات المتعلقة بالطلبة الأولوية على جميع العوامل الأخرى التي تؤثر في اتخاذ القرارات ما فيها المحتوى نفسه . ويجب على المصمم أن يضع نفسه مكان الطالب وأن يحاول جعل المنهاج أو المحتوى واضحاً للطالب .

2-   دعم التدريس الفعال المؤثر المحفز : فجميع هذه العوامل مؤشرات للنجاح أن وضع الطالب في عين الاعتبار والتركيز على تصميم استراتيجيات مناسبة يشكلان واقعاً للتدريس . كما أن عملية التقييم التقويمي تعطي الفرصة لمراجعة التدريس ليصبح أكثر فعالية وتأثيراً ودافعية .

3-   تدعم التنسيق والتعاون بين المصممين والقائمين على التطوير ومنفذي التعليم : إذ أن العملية المنهجية والتوثيق المكتوب الناتج عنها تسمح بوجود اتصال وتنسيق بين الإفراذ المشاركين والمنتجين للتدريس وهذا يؤدي إلي وجود لغة اتصال مشتركة وإجراءات ومعايير عامة أما الخطط والنواتج المكتوبة فهي ناتجة عن جهود تصميم التعليم .

4-   تسهل عملية توزيع المهام وتوليها : بما أن نواتج تصميم التدريب المنهجي نواتج جسدية فقد تكون موزعة ومستخدمة في الميدان وبسبب استخدام المعلومات عن المتعلمين وعن المكان فإنه من المحتمل جداً أن تكون هذه النواتج حلولاً عملية وفعالة ومقبولة لمشاكل التعليم .

5-   دعم تطوير عرض النظم المختلفة أن معظم الأعمال المندرجة تحت مشروع تصميم التدريس تعد مستقلة عن الشكل الخاص الذي تتخذه المنتجات التي تم صنعها مثل الطابعة والكمبيوتر والفيديو . إن التحليل الأولي لاستراتيجيات التدريس هو الخطوة الأولي في المشاريع التي توظف أنظمة العرض بدلاً من تلك المستخدمة في المشروع الأساسي .

6-   تحدث الانسجام والتوافق بين الأهداف والنشاطات والتقييم . تساعد الطريقة المنهجية لتصميم التدريس في التأكد من أن ما يدرس هو ما يحتاج إليه الطلبة فعلاً لتحقيق أهداف التعلم وأن التقييم سيكون مناسباً وتاماً .

استخدام الوسائل التعليمية في إطار أسلوب النظم:

بمعنى كيف تُستخدم الوسائل بشكل منظم بعيدًا عن الفوضى؟

لكي تأتي عملية تصميم التدريس بخطة منظمة بحيث تستوجب تحقيق الأهداف المقصودة يجب أن تمر هذه العملية بخطوات ، فتأخذ طابعًا علميًا قويمًا ولعل أسلوب النظم هو أحد الأساليب المتبعة في نظام كلير للتدريس.

يبدأ النظام بالتعريف بأهداف التدريس ثم ينتقل إلى تقدير حاجات ما قبل التدريس وتصميم الحاجات الخاصة بأحداث التدريس وينتهي بتقويم التدريس بشكل نهائي بعد أن تتصل طلقات هذا النظام بتغذية راجعة دائمة تحدث في أثناء عمليات الإعداد والتنفيذ والتقويم.

على أي حال:

إن موضوع استخدام الوسائل التعليمية في إطار أسلوب النظم يشير في حقيقته إلى الأخذ الواعي المتعمق لتلك التساؤلات المشار إليها سابقًا.

وتحديد الأهداف السلوكية والانتقال إلى اختيار موضوع الدرس أو الربط بينهما ثم الانتقال إلى رسم استراتيجية الدرس واختيار الخبرات التعليمية واختيار المواد والأجهزة التعليمية واستخدامها هي عمليات دقيقة منظمة لا يمكن أن تتم إلا في أثناء وبعد إعداد الإجابات المناسبة للتساؤلات الخمسة الأساسية وهي :

لمن ، متى ، أين ، كيف ، لماذا؟

القيمة التربوية للوسائط التعليمية:

الوسائل التعليمية هي أدوات تعين الدارس على اكتساب الخبرات والمفاهيم وإدراك الحقائق والمعلومات وتوضيحها بحيث تثير حواس المتعلم وتساهم في إكساب الخبرات اللازمة .

الوسائل التعليمية تلعب دورًا هامًا وأساسيًا في تحسين عملية التعلم وإثرائها.